أولمبياد ريو كلّف الجزائر 31 مليارا

كشف "كمال بن ميسي" الوجه البارز في الحركة الرياضية الوطنية، الجمعة، إنّ الجزائر أنفقت 300 مليون دولار – ما يعادل 31 مليار سنتيم – على تحضير الرياضيين للألعاب الأولمبية المتواصلة في "ريو دي جانيرو".

في تصريحات حصرية لـ "إيكو ألجيريا"، اعتبر "بن ميسي" الذي سبق له رئاسة اتحادية ألعاب القوى بين عامي 1995 و1998، أنّ "صرف 31 مليارا كثير بالنسبة لبلد يعيش أزمة وتطبّق حكومته سياسة تقشفية"، وتشمل الـ 31 مليارا كافة نفقات تحضير الرياضيين الجزائريين، إضافة إلى مستحقات طواقمهم التي تتضاعف بالنسبة للكوادر الأجنبية التي تشرف على حظوظ "توفيق مخلوفي"، "فيكتور حميد سانتاس" و"أنيسة خلفاوي" وغيرهم. 

وعن كيفية الإنفاق، أوضح "بن ميسي" إنّ اللجنة الأولمبية الجزائرية هي من تتكفل بالأمور، على أن تتولى الدولة تعويض الهيئة التي يرأسها "مصطفى بيراف".

ومقارنة بما أنفقته الجزائر في مواعيد أولمبية سابقة، نوّه "بن ميسي": "الأرقام ترتفع بشكل قياسي، وترتفع إلى مستوى يتجاوز بكثير ما جرى إنفاقه في دورات 2012، 2008 و2004 على سبيل المثال لا الحصر".

وردا عن سؤال بشأن ما تكسبه الدولة، جزم الرجل واثقا: "الدولة لن تكسب شيئا، عدا تلك الهالة التي ينتجها فوز البلد بميداليات، بينما الرياضيون يربحون كثيرا، ويتعلق الأمر بمن يصعدون على منصات التتويج، حيث يستفيدون من عقود إشهار ورعاية ضخمة".

 شقة وسيارة + مكافآت ضخمة

علمت "إيكو ألجيريا" من مصادر حسنة الاطلاع، إنّ الحكومة رصدت مكافآت مغرية إلى الرياضيين في حال تتويجهم برسم أولمبياد "ريو"، وأفيد إنّ كل رياضي يتوج بميدالية ذهبية في أولمبياد ريو، سيحصل على شقة وسيارة، فضلا عن مكافآت الرعاة ووزارة الشباب والرياضة، وأكّد مصدرنا إنّ ما سيحصل عليه الرياضيون الجزائريون المتوّجون هو الأعلى في العالم.

وتضمّن المرسوم التنفيذي الذي وقعه الوزير الأول "عبد المالك سلال" والمنشور في الجريدة الرسمية بتاريخ 23 أوت 2015، الامتيازات المخصصة لرياضيي المستوى العالي وخصوصا المتألقين في الدورات الأولمبية والبطولات العالمية.

وجاء في المادة 21 من المرسوم إياه، أنّ كل رياضي أو فريق ألعاب جماعية، يحصل على ميدالية ذهبية في دورة أولمبية أو بطولة عالمية أو يحطّم رقمًا أولمبيًا أو عالميًا، من حقه الحصول على مكافأة قيمتها 35 ألف دولار تصرفها وزارة الشباب والرياضة، إضافة إلى راتب شهري صافي من الضرائب ومن دفع اشتراكات الضمان الاجتماعي التي تقع على عاتق الاتحاد الذي ينتمي إليه الرياضي، أي نحو 1500 دولار لمدة 24 شهرا.

ويستطيع الرياضي أن يستفيد من استمرار راتبه لمدة أخرى، إذا رغبت الاتحادية التي ينتمي إليها، وجسّدت ذلك عبر طلب رسمي.

وبالنسبة لأصحاب الفضيات أو الوصافة فيحصلون على مكافئات قيمتها 30 ألف دولار ورواتب صافية من الضرائب بقيمة 1100 دولار لمدة 12 شهرًا، بينما ينال أصحاب البرونزيات او الصف الثالث مكافأة بقيمة 25 ألف دولار ورواتب خالية من أية رسوم بقيمة 900 دولار لمدة 12 شهرا.

واللافت أنّ "سخاء" الحكومة لم يستثن أولئك الذين يتواجدون في الصفين الرابع والخامس، رغم أنّ هؤلاء لا يحصلون على أي ميداليات، إلا أنّ القانون يجيز لهما الفوز بمكافأة تصل إلى عشرة ألاف دولار، و20 ألف دولار إلى فريق الألعاب الجماعية، مقابل ستة ألاف دولار إلى أصحاب المراكز السادس والسابع والثامن، مع مكافأة مضاعفة إلى فريق الألعاب الجماعية.

وتنص المادة الـ26 من المرسوم التنفيذي ذاته للهيئات الرياضية الأخرى كاللجنة الأولمبية الرياضية الجزائرية والاتحادات الرياضية أو أي شخص طبيعي أو معنوي يخضع إلى القانون الجزائري أو الأجنبي، بمنح مكافآت إلى الرياضيين الذين حققوا إنجازات في الدورات الأولمبية أو البطولات العالمية.

سنغافورة وإندونيسيا في الصدارة

تمنح بعض الدول مكافآت ضخمة لرياضييها الذين يصنعون الحدث في أولمبياد "ريو"، وتتصدر سنغافورة قائمة الدول التي تقدم حوافز مادية ضخمة للفائز بالميدالية الذهبية في ريو 2016، وتصل قيمة الجائزة إلى مليون دولار سنغافوري، أي ما يعادل 753 ألف دولار أميركي.

وأفاد موقع "فوكس سبورت" الأسترالي، إنّ تلك المكافأة الضخمة تندرج تحت بند "برنامج المكافآت المليونية" الذي تشرف عليه دولة سنغافورة، في وقت جاءت إندونيسيا ثانية في مكافآت الفوز بالميداليات، حيث يحصل الفائز على مبلغ يصل إلى 383 ألف دولار، بينما تقدم أذربيجان مكافأة تصل إلى 255 ألف دولار لكل رياضي يحصل على ميدالية ذهبية.

وكازاخستان ليست بعيدة عن أذربيجان، إذ إن الفائز بالميدالية الذهبية يمكنه أن يحصل على مكافأة مالية تصل إلى 230 ألف دولار، وتليها إيطاليا بمكافأة تصل إلى 185 ألف دولار.

وبحسب البيانات التي ذكرها الموقع المذكور، تأتي فرنسا في المركز السادس فيما يتعلق بمكافآت الفوز بالذهب في ريو، حيث يحصل الفائز على 66 ألف دولار، ثم روسيا التي تمنح الفائز بالذهب مبلغا يصل إلى 61 ألف دولار.

وتقدم جنوب إفريقيا مكافأة مقابل الحصول على أي ذهبية، مكافأة تصل إلى 36 ألف دولار، بينما تقدم الولايات المتحدة، وهي الدولة التي يحصل رياضيوها في العادة على أكبر عدد من الميداليات الذهبية، مبلغا ماليا يصل إلى 25 ألف دولار لكل فائز بالذهبية، بينما تقدم ألمانيا مبلغا يصل إلى 20 ألف دولار، في حين تقدم كندا جائزة مالية تصل إلى 15 ألف دولار، وهو مبلغ يماثل ذلك الذي تقدمه أستراليا للفائزين بميداليات ذهبية.

وبالطبع ليس الحاصل على الذهبية وحده من يمكنه الحصول على مكافأة مالية، إذ يمكن للفائزين بالميداليات الفضية والبرونزية الحصول على مكافآت مجزية أيضا.

والحوافز التي تقدمها الدول لا تقتصر على المكافئات المالية الضخمة مرة واحدة، فهناك حوافز مادية على شكل رواتب شهرية مجزية، وبعضها يأخذ شكل الإعفاء من الخدمة العسكرية، كما هو الحال في كوريا الجنوبية، أو على شكل توفير مشروبات روحية مجانية مدى الحياة كما هو الحال في ألمانيا، أو على شكل كميات غير محدودة من النقانق كما هو الحال في روسيا البيضاء.

وبالطبع هذه الدول ليست الوحيدة التي تقدم مكافآت مالية وتشجيعية للفائزين بالميداليات الذهبية، فدولة غينيا الجديدة تقدم مكافأة تصل إلى 6430 دولارا، وتقدم ترينداد وتوباغو مكافأة تتراوح بين ألف و3000 دولار، وذلك حسب المسابقة.

وأشارت أنباء إلى أنّ المغرب عرضت مكافأة مالية تصل إلى نحو 154 ألف دولار لمن يحصل على ميدالية ذهبية، وهذا يجعله خلف إيطاليا وقبل فرنسا في قيمة الجوائز المالية التشجيعية للحصول على ميدالية ذهبية.

وهناك دول لا تقدم أي مكافأة مالية للاعبين، مثل بريطانيا والنرويج والسويد وكرواتيا.

فالح نوّار

Add new comment