أسعار النفط لن ترتفع رغم تمديد التخفيضات

أظهر استطلاع للرأي أجرته "رويترز"، الجمعة، أنّ محللي النفط أصبحوا أكثر تشاؤما إزاء توقعات الخام ويتكهنون بأسعار عند نحو 55 دولارا للبرميل في المتوسط هذا العام حتى بعدما اتفقت أوبك وشركاؤها على كبح الإنتاج حتى نهاية الربع الأول من 2018.

استنادا إلى ما أوردته "رويترز"، ذهبت توقعات "كايلين بيرش" المحللة لدى وحدة "ايكونوميست أنتلجنس" إلى كون "المزيد من القيود من جانب أوبك على الإنتاج، لن تكون كافية لقيادة الأسعار إلى ما فوق 55 دولارا للبرميل في غضون التسعة أشهر المقبلة، وربطت "بيرش" توقعها بـ "استمرار التخمة في الإمدادات ونمو محدود في الاستهلاك".

وتوقع المسح الذي شمل 34 من خبراء الاقتصاد والمحللين أن يبلغ متوسط سعر خام القياس العالمي مزيج برنت 55.57 دولار للبرميل في 2017 انخفاضا من 57.04 دولار في توقعات الشهر الماضي، ومن المتوقع أن يبلغ سعر الخام الخفيف الأمريكي 53.52 دولار للبرميل في المتوسط هذا العام انخفاضا من 54.73 دولار في توقعات الشهر الماضي.

والرقمان هما الأضعف في توقعات هذا العام إذ تسجل التوقعات انخفاضا قليلا كل شهر منذ بداية 2017.

واتفقت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وبعض المنتجين غير الأعضاء بها في الخامس والعشرين من ماي الأخير على تمديد تخفيضات الإنتاج البالغة نحو 1.8 مليون برميل يوميا حتى مارس 2018، وكان من المقرر أن ينتهي سريان الاتفاق الأصلي البالغة مدته ستة أشهر في 30 جوان الجاري.

لكن زيادة الإنتاج في الولايات المتحدة تقوض حتى الآن جهود أوبك لتقليص فائض المخزونات العالمية إلى متوسط خمس سنوات. وبلغ إنتاج الخام الأمريكي 9.34 مليون برميل يوميا الأسبوع الماضي، وهو أعلى مستوى له منذ أوت 2015.

وقال "كارستن فريتش" المحلل لدى "كوميرتس بنك": "ستنخفض مخزونات النفط الأمريكية بسبب عوامل موسمية في أشهر الصيف، لكنها ستظل فوق متوسط الخمس سنوات".

تحجيم الإنتاج لن يقلّص الفوائض

يُتبين أن قرار أوبك بتمديد نفس المستوى من التخفيضات لتسعة أشهر إضافية عوضا عن خفض أكبر في الإنتاج غير كاف لتقليص الفائض على الرغم من التزام أوبك الصارم بالتخفيضات.

ويقول محللون إن المنظمة تواجه خطر خسارة حصة سوقية أخرى لصالح منتجي النفط الصخري الأمريكي، مما قد يتسبب في انخفاض مستوى الالتزام بالاتفاق في النصف الثاني من العام.

وتشجع زيادة الأسعار، التي انخفضت من فوق 100 دولار للبرميل في 2014، منتجي النفط الصخري الأمريكي على زيادة أنشطة الحفر.

وقال "ابيشيك كومار" كبير محللي الطاقة لدى خدمة "غلوبال غاس أناليتيكس" التي تقدمها "انترفاكس إنرجي": "إخفاق الأعضاء المشاركين بالاتفاق في تعميق التخفيضات يترك وتيرة إعادة التوازن بيد موقف إنتاج النفط في الولايات المتحدة.

"سيظل نمو إنتاج النفط من المناطق الصخرية الأمريكية تهديدا حقيقيا قد يبدد معظم الفوائد الناتجة عن تخفيضات الإنتاج التي تنفذها أوبك وبعض المنتجين المستقلين".

ويقول محللون إنه بعيدا عن طفرة النفط الصخري يفرض تعافي الإمدادات في نيجيريا وليبيا، عضوي أوبك المعفيين من اتفاق خفض الإنتاج، مخاطر إضافية على أسواق الخام.

لكن محللين آخرين يقولون إن ارتفاع الطلب بسبب عوامل موسمية في النصف الثاني من 2017 قد يتسبب في انخفاض كبير في المخزونات ما من شأنه أن يقرب السوق من التوازن.

وقال "نوربرت رويكر" رئيس أبحاث الاقتصاد الكلي والسلع الأولية لدى "جوليوس ياير": "سيكون نمو الطلب العامل الأساسي في سحب فائض النفط العالمي لكن بوتيرة أبطأ مما كان متوقعا بوجه عام".

ف/ن

Add new comment